الحلقة الثالثة
حاول محمود عبثا ان يتمالك نفسه كي لا يضحك وهو يصلي نتيجة للاصوات التي يصدرها شتشت وهو جالس على فراشه, الى ان انفلتت منه ضحكة صغيرة فقال شتشت.
شتشت: خلاص بقى انت ضحكت.
تمالك محمود نفسه واكمل الصلاة وهو يحاول الا ينخرط في الضحك بينما ازدادت حركات شتشت اضحاكا الى ان انتهى, وبمجرد قوله السلام انفجر ضاحكا.
محمود: ههههههههههههه.
شتشت: بقى انت كده صليت؟, والله حرام عليك, يعني انت المفروض في الصلاة تبقى خاشع , بقى انت كده كنت خاشع؟, كده صلاتك زي قلتها.
قال محمود وهو يطوي سجادة الصلاة ويقوم ليجلس بجانب شتشت.
محمود: يعني اعمل ايه يعني؟.
شتشت: المفروض تكون متأكد وانت بتصلي انك هتكون خاشع تماما يا كده يا متصليش عشان انت كده بدل مابتاخد حسنات بتاخد سيئات.
محمود: بس انا دايما وانا بصلي بعد افكر في حاجات تانية وافتكر الحاجات الي ناسيها.
شتشت: ماهو عشان كده بقلك متصليش الا لما تكون فعلا قادر تصلي, الحاجات دي مفيهاش هذار يا ميدو,وبعدين انت عندك 9 سنين بس , مستعجل على ايه؟, انت المفروض اصلا متصليش الا لما يكون عندك عشرة, هو باباك مقالكش ولا ايه؟.
محمود: لا مقاليش.
شتشت: مانا قلتلك يابني اهلك دول بيعدو يشتغلوك وانت بتحب تصدقهم.
قام محمود وهو يقول.
محمود: تعالى ننزل نلعب في الشارع ونضرب في العيال زي امبارح عشان انا زهقت.
شتشت: طب مابدل ما ننزل تعالى نقلب في حاجة نيرمين اختك زي المرة الي فاتت.
لمعت عينا محمود وهو يقول.
محمود: اه فكرة برضة.
دخلا غرفة اخت محمود يتسللان ويضحكان.
شتشت: تعالى تعالى بس, بص هنا.
واشار الى احد الادراج , ففتحها محمود في لهفة.
محمود: ايه دا؟, مش دا الكتاب الي ماما قالتلها ترجعه لصاحبتها الاسبوع الي فات؟.
شتشت: الي كانت مستلفاه منها ومامتك قالتلها ترجعه متستلفش حاجة من حد؟.
شتشت: مش قلتلك ان اختك مبتسمعش الكلام زيك واكتر, مش لوحدك يعني.
محمود: اصلها فاكرة نفسها حاجة عشان اكبر مني بسنتين.
شتشت: طب هنعمل ايه في الكتاب دا؟.
محمود: مترجعوش مكانه, احنا نقول لماما ياماما....
استوقفه شتشت قائلا, قبل ان يعلو صوته.
شتشت: بتعمل ايه يا اهبل, عايز تفتن, لا متفتنش.
محمود: عندك حق, ماما قالتلي اوعى تفتن.
فأردف شتشت بشيطنة.
شتشت: احنا نساومها , ونقولها اننا عارفين , ونشوف هتجيبلنا ايه وهي راجعة من المدرسة.
محمود: حاجة حلوة؟؟.
شتشت: قول حاجاااااات حلوة, متبقاش عبيط, هاته كده تعالى نخبيه في اوضتك واما نشوف هي مستعدة تدفع فيه كام.
************************
قال ستست وهو يشرب سائرا مع صديقة شتشت.
ستست: الا انت عامل ايه مع نديمك.
شتشت: دا مغلبني بشكل, مش عارف اجيله منين ولا منين, كل ما اقفله وسيلة يطلعلي بوسيلة, ماصدقت فكيته من موضوع الصلاة دا , دخلي في حفظ القرآن, امه دي ربنا يلعنها كأنها مستقصداني, كل ما بقنعه بحاجة تيجي هي تقنعه بغيرها.
ستست: طب ماتخليه يكرهها.
شتشت: انا بخليه يزعق فيها ويعند عليها وساعات كتير مبيسمعش كلامها.
ستست: طب احمد ربنا , انا الي واقع في عيلة ممشين الواد ابنهم بالجزمة, مبيغلطش الا لما بيترن علقة.
شتشت: طب ياريت انا كنت مكانك, دا الواد دا يبقى كنز, انا كان ممكن اطلع الكبت الي فيه دا عليهم , دانا ممكن اطلعه عليهم بسكينة في الليل يدبحهم.
ستست: بس هو يكبر بس, انا عامله حتة خطة , بس هو يكبرله سنة ولا سنتين بس ويشد حيله كده.
شتشت: انا حاولت مع نديمي في موضوع السجاير , بس مرضتش ازن عليه عشان مياخدش باله, انا هزن بس على خفيف.
ستست: انا نديمي هيموت على سيجارة بس خايف ينضرب, اهو انا الواد الي تحت ايدي دا ممكن يعمل اي حاجة بس انا اقويه بس عليهم.
شتشت: بس احنا بنتعب ازي هنا يا ستست عالفاضي يعني نديمي دا راح ولا جه هيفسد ايه ولا هيعمل ايه, دا خايب, انا كان نفسي اقع في واحد سيطرة كده وشخصيته قوية.
ستست: انت عارف انا كان نفسي اكون فين؟, هناك في ارض الابطال , في اسرائيل, الشياطين هناك عاملين اقوى شغل في الدنيا, وفعلا بيكتبو التاريخ وبيأثرو بجد في الارض, مش حياله عيل صغير شربله سيجارة ولا سرقله قرشين من درج ابوه.
شتشت: تصدق عندك حق.
ستست: اهو بس ربنا يصبرنا على اعدائنا دول لحد ما يكرمنا ويلعنهم بإذن الله.
****************************
" بتعمل ايه؟؟"
انتفض محمود بعد قول شتشت هذا وهو يعتدل في مجلسه على مكتبه مخفيا شيئا في يده كان بين طيات كتاب المدرسة, فانفجر شتشت ضاحكا وهو يقول.
شتشت: ههههههههههه, يخرب عقلك يا ميدو, دانت كنت هتموت من الرعب, وريني وريني بتخبي ايه من امك وريني.
احمر وجه محمود بشده وهو يقول بغضب.
محمود: يخرب بيتك ياشيخ, كنت فاكرك ماما او بابا.
شتشت: انت قايلهم انك بتذاكر ولا ايه؟, اطلع بس بالي مخبيه.
اجاب وهو يلتقط انفاسه مبرزا ما يخفيه.
محمود: ايه ياعم دي قصة.
قلب شتشت الكتيب الصغير الذي اعطاه محمود, وهو يقول بسخرية.
شتشت: ميكي؟؟, جتها نيلة الي عايزة خلف, عامل كل الفيلم دا على ميكي جيب؟.
محمود: امال انت فاكرني بعمل ايه؟.
شتشت: بتتفرج على صورة كده ولا كده, مجلة قبيحة, قصة عبير من بتاعة البنات ان شالله.
اجاب محمود وهو يستعيد كتيبه.
محمود: انت اتجننت يا شتشت, انت عايزني اشوف مجلات من بتاعة سامح صاحبي.
شتشت: ايه دا, انت سامح صاحبك عنده مجلات يا خايب وانت لا, انت عندك 14 سنة يعني راجل خلاص, والحاجات دي عادي, وبعدين انت لازم تتعلم.
قال محمود بفزع.
محمود: اتعلم ايه الله يخرب بيتك, انت شارب ايه النهاردة يا شتشت.
شتشت: خليك , انت حر, عايز تفضل خايب.
محمود: بس يا شتشت بس, الي بتقوله دا عيب وحرام.
شتشت: ايه الحرام في انك تتعلم حاجة لا امك ولا ابوك ولا اختك ولاحد هيجرؤ يعلمهولك, عارف انت انا لو اعرف كنت اعلمك, بس الحاجات مبتتعلمش كده من الباب للطاق.
محمود: شتشت, بقلك ايه, لو مسكتش دلوقتي انا هسيبلك الاوضة و امشي انت حر.
شتشت: لا لا لا اوعى, انت زعلت ولا ايه, انا اسف , انا عمري ما اطيق ازعلك دانا صاحبك الوحيد, واكتر واحد بيحبك في الدنيا دي, دانت عشرة عمر وحبيبي.
محمود: يبقى تقفل عالموضوع دا ومتفتحوش تاني انت فاهم.
شتشت: حاضر حاضر بس انت متزعلش.
تعليقات
إرسال تعليق