القائمة الرئيسية

الصفحات

ترى أن الكتَّاب الشباب يفتقدون الدعمين المعنوي والأدبي
فاطمة ماضي: أعمال الرعب العربية صورة باهتة للغرب
لا سقف للمعرفة والإبداع فهما سماء مفتوحة ليس لها نهاية

أدب الرعب ضعيف لأن ثقافة المجتمع العربي تعتقد أن الخوف شعور الجبناء وحدهم

 القاهرة - عبدالفتاح الزعبي

قاصة وروائية مصرية من جيل الشباب الذي يعاني من صعوبة النشر وتجاهل الدولة والنقاد الكبار, تمزج في قصصها بين مشاعر الرعب واليأس أحيانا, ومشاعر الحب والأمل أحيانا أخرى, بين السياسة والمشكلات الاجتماعية كثيرا.
حول أحدث أعمالها القصصية "لعنات الموتى", التقت "السياسة" الكاتبة الشابة "فاطمة علي ماضي", في هذا الحوار:
  لماذا بدأت مشوارك الأدبي بأدب الرعب? 
  بداياتي الحقيقية لم تكن مع أدب الرعب, فأول قصص قدمتها على نطاق واسع نسبيا كانت ساخرة بعنوان "يوميات متفائل جدا" في مجلة قسم الكيمياء الحيوية بكلية الزراعة جامعة القاهرة, التي تخرجت فيها, ثم اتجهت إلى أدب الرعب لأنه يشبه عصرنا هذا, ويساعد على التفكير بطريقة غير مباشرة خلافا للمدرسة القديمة, فالكتاب من جيل الرواد الذين تربينا على كتاباتهم لم يتطرق معظمهم للقصص التي تناقش أفكارا غامضة أو مخيفة.
   ما أهم الموضوعات التي تفضلين الكتابة عنها?  
  لا أفضل الكتابة في موضوعات محددة, بل أحب الكتابة في أي موضوع يلفت نظري وأتأثر به ويكون مهما ويمس المجتمع, حتى في القصص الغامضة أو التي تندرج تحت أدب الرعب فلابد أن تكون الأحداث خادمة لقضية معينة أناقشها من وراء الأحداث وليس لغرض الإثارة والتشويق فقط.
  هل تفضلين لقب كاتبة أدب الرعب? 
  لا أفضل تصنيفي ككاتبة في اتجاه معين, لأن الكاتب الموهوب يستطيع الكتابة في أي مجال, وما يميز كاتب عن آخر هو طريقة تناوله للموضوع ومدى تأثير أسلوبه على القراء.
صورة باهتة للغرب
  لماذا يكاد أدب الرعب أن يختفي? 
  لأن ثقافة المجتمع العربي التي تعتقد أن شعور الخوف هو شعور الجبناء وحدهم وأن قصص الرعب ما هي إلا خرافات كتبت للتشويق فقط, ولكن مشاعر الخوف والقلق والغموض مثلها ككل المشاعر تستحق الكتابة عنها بصورة جادة, ولأن بعض الكتاب للأسف الشديد يأخذون أفكارهم من الغرب ويمصرونها لتصبح ملائمة لمجتمعنا دون تميز أو إبداع ما يجعلنا صورة باهتة للغرب وهو أمر أرفضه تماما, وكذلك اعتماد البعض على بعض الأفكار الساذجة والخرافات التي مل الناس منها وأصبحت مستهلكة للغاية, ولكن يظهر ضياء في الأفق يوحي إلينا بجيل من الشباب الذين لا يقلدون بل يبدعون ولهم أفكارهم المستقلة. 
  بمن تأثرت في عالم الكتابة? 
  تأثرت بالكثير من عمالقة الأدب الذين كان لهم الفضل في التأثير على أجيال جاءت بعدهم حتى بعدما رحلوا عن حياتنا, منهم الدكتور مصطفى محمود وأنيس منصور, وكانت لهما أفكار فلسفية ساعدتني كثيرا على التفكير خارج النمط التقليدي, ونجيب محفوظ ومحمود تيمور وعبدالحميد جودة السحار لما لهم من ثراء لغوي يساعد جيل الشباب على الاستفادة الأدبية, ولا أنكر دور بعض كتاب الغرب كالكاتبة أغاثا كريستي بقصصها الغامضة والمثيرة, وغيرهم من الأدباء. كما استفدت من كل كتاب وقع تحت يدي, لأن الكتاب في حد ذاته فكر وتجارب بشر وثقافة وإعمال للعقل.
   ما مواصفات الكاتب الجيد? 
  الكاتب الجيد في المقام الأول إنسان موهوب سعى إلى إبراز موهبته وتنميتها بالقراءة الغزيرة, باحث نهم عن المعلومة والإبداع, ذواق للإحساس العالي في الكلمات, يرى الصورة الخلفية للأحداث ومفكر جيد لها, كما أنه لا بد أن يكون مستمعا جيدا للناس حتى يدرس شخصياتهم على اختلافها ومشكلاتهم حتى يستطيع الكتابة عنها, ويجب أن يكون لديه اقتناع داخلي ألا سقف للمعرفة والإبداع فهما سماء مفتوحة ليس لها نهاية. 
  ما الفكرة التي تناقشها مجموعتك القصصية "لعنات الموتى"? 
  كتاب "لعنات الموتى" صدر بالاشتراك مع الكاتب الزميل مصطفى جميل, ويحتوي على أربع قصص, قصتان من أعمال مصطفى بعنوان "العائدون" و"الموت حيا", وقصتان لي بعنوان "لعنات الموتى" و"الشجرة المحرمة", وكل قصة لها فكرة مختلفة ويغلب عليها الغموض ووجود شيء خفي يحرك الأحداث مع التركيز على مشاعر الخوف والقلق والترقب المؤثرة على الأبطال. أما قصة "لعنات الموتى" فتحكي عن رسائل غامضة ترسل إلى أبطال القصة وبعدها بأيام قليلة ينتحر متسلم الرسالة التي تحتوي على كلمات البغض والانتقام, ومن خلالها أناقش أحاسيس الحقد والكراهية, وهل هي كفيلة بهدم حياة الآخرين?
الأعمال المشتركة
  كيف جاءت فكرة إصدار عمل قصصي مشترك? 
  من الرائع حقا أن تعمل مع زميل متفاهم, خصوصاً إن كان له أسلوب قريب من أسلوبك واتجاهك في الكتابة ما أدى إلى وجود تجانس بين قصص الكتاب, فالأعمال المشتركة والجماعية تزيد من تعريف الكتاب الشباب بعضهم بعضا وتساعد على تبادل الخبرات وإثراء الفكر.
  ما سبب إصدار العمل ضمن سلسلة روايات الجيب? 
  سلسلة سهلة الحمل, قليلة التكلفة, سلسة في قراءتها, وكان هدفنا أن نصل لأكبر عدد ممكن من القراء لتعريفهم بنا ككتاب في بداية مشوارنا الأدبي. 
  هل يحاول العمل تقديم جانب نفسي فلسفي لأدب الرعب? 
  بالفعل هذا ما اعتمدت عليه, فالرعب النفسي أكثر تأثيرا في تصورات القارئ وأكثر عمقا لمناقشة قضية ما, كما أنه جانب لا يمكن إنكار أثره في تسيير أحداث الحياة عموما, فأعماق النفس البشرية غريبة ومثيرة ومظلمة وهي تربة خصبة لم يركز عليها الكثيرون. 
  ماذا عن مجموعتك القصصية "الأصوات الخفية"? 
  صدرت عام 2012 , وهي مجموعة متنوعة فيها النوع الرومانسي والاجتماعي والرعب, وهو أول عمل لي يشهد النور وصدر ضمن مشروع "النشر لمن يستحق" برعاية إحدى دور النشر, ويحتوي على 12 قصة كل منها تناقش بإيجاز فكرة أو قضية محددة. 
شباب الكتاب
  ما أهم المشكلات التي تواجه الكتاب الشباب? 
  يفتقد شباب الكتاب الكثير من الدعمين المعنوي والأدبي من الدولة ومن الكتاب والنقاد الكبار, فنحن نحتاج إلى تشجيع حقيقي من وزارة الثقافة لدعم مواهبنا والعمل على تنميتها حتى لا تموت إذا أهُملت, وفي حاجة لإرشاد الكتاب الكبار لنستفيد من خبراتهم الأدبية والحياتية, كما أن ظروف سوق الكتاب حاليا صعبة بالنسبة لنا لأن الإقبال الأكبر حاليا على الكتب السياسية وليست الأدبية ما يجعل الالتفات لأعمالنا من قبل القراء صعباً إلى حد ما. 
  ماذا عن دور النشر ودورها في نشر أعمال الشباب? 
  للأسف بعض دور النشر لا تلتفت لأعمال الشباب, وبعضها ينشر كل ما يقدم إليها سعيا وراء تحقيق مكاسب مادية دون الالتفات لبناء مشروع كاتب حقيقي قد يثري هو وجيله المكتبة العربية في المستقبل, لكن لا أنكر وجود نوع جيد من دور النشر التي تحترم القارئ والكاتب وتنتقي الأعمال الأدبية الجيدة وتنشرها للقراء ليستفيد الجميع. 
  ما الذي يشغل اهتمامك في الوقت الحالي? 

تعليقات

التنقل السريع