القائمة الرئيسية

الصفحات



عندما يضيق بك الحال تديرين ظهرك ضجراً، وإن سألك أحدهم إلى أين؟ تجيبين: «إلى المريخ»! حتى تجاوز عدد من يرغبون العيش في المريخ، وإقامة مشاريعهم هناك الـ100 ألف شخص، حسب استفتاء لصحيفة «الديلي ميل» البريطانية، ولكن ما الذي يدعو الفتيات والشباب لأخذ قرار السفر، بهذه المخاطرة الرهيبة؟ 
شروط الهجرة: 
 - ملء استمارة طلب الالتحاق بدورات تأهيلية لتصبحي سيدة فضاء، بعد أن تستكملي الشروط المطلوبة.
- ألا تكوني قد تجاوزت الـ18 سنة.
- أن تجتازي اختبارات الحالة الصحية والنفسية بنجاح. وتمتلكي القدرة للتأقلم مع المتغيرات.
- أن تتمتعي بروح المثابرة للوصول إلى الهدف، وأن تنصتي لإرشادات مدربيك.
- أن تكوني متصالحة مع ذاتك، وعلى دراية تامة بأهدافك في الحياة.
- لا يسمح للزوجين بالسفر معاً، إذ إن الشريك على الأرض قد لا يكون، بحسب تشخيص أطباء، الشريك المناسب على المريخ.
- يسمح للمشتركة بأن تختار من بين 24 إلى 40 شخصاً من المجموعة زوجاً مناسباً.
- سيخضع «المحظوظون» لتدريب وإعداد لهذه المهمة لمدة 8 سنوات قبل الانطلاق.

في السعودية: هروباً من «ساهر» والزوجات
كشف الطيار السعودي عبدالله الزهراني عن تفاصيل مشاركته في مبادرة (Mars One)، لإنشاء مستوطنات بشرية دائمة على سطح المريخ بحلول عام 2023 ميلادية.
قرار الرحلة صعب -كما يراه الزهراني- لأنه من الممكن أن يكون الذهاب بلا عودة، وتستغرق الرحلة سبعة أشهر للوصول إلى الكوكب الأحمر. وتقطع حوالي 200 مليون كيلومتر، وإذا تجاوزنا كلفة الرحلة التي وصلت إلى ستة مليارات دولار كيف سنتجاوز فكرة أن الركاب قد لا يعودون بعدها إلى الأرض، لأنهم سينشغلون بصيانة المستوطنة هناك، وإيجاد الوقت للاسترخاء، والترفيه!
لذلك تجدها مي الكثيري، طالبة ماجستير، فرصة للهروب حتى تبني منزلها الخاص، فهي تعتقد أن لا أحد سيعترض رغبتها بالسكن وحدها.
ويرغب يوسف ألبان، مصمم دعايات، أن يسجل اسمه مع المسافرين؛ حتى يتخلص من قسائم المخالفات، عند تخطيه السرعة المطلوبة بالطرق السريعة، يتابع: «ما إن دخل نظام (ساهر) للسعودية وهو يلتقطني، وإن لم يخب ظني أنا أول من صوره (ساهر)، ولا أعتقد أنه يوجد (ساهر) في المريخ».
فيما تحلم مريان حسن صالح، محاسبة في شركة خاصة، بالسفر إلى المريخ؛ حتى تتمكن من قيادة السيارة، تتابع: «عليّ أن آخذ رضا أخي الصغير الذي يبتزني دوماً قبل أن يوافق على أن أركب سيارته»!
الوظيفة والواسطة
إذا كان حلم الشاب أن يصبح طبيباً، فسيبني على أحلامه الكثير، لكن عبدالرحمن بوردحة -عاطل عن العمل- ما إن كبر وتخرج من كلية الطب، وهو يبحث عن وظيفة، وكلما طرق باباً قيل له: (هل لديك وساطة؟) إذا أجاب بـ«لا»، قفل الباب في وجهه. فكتب رسالة إلى أصدقائه، وأهله قائلا: «إلى كل أصدقائي وأحبابي أنا عبدالرحمن ذاهب إلى المريخ؛ كوني هناك لن أحمل هم حصولي على وظيفة؛ لأنه لا وجود للوساطات».

في الإمارات: عروس بلا مهر
قد تتجاوز مهور الفتيات الإماراتيات مليون درهم، وهذا ما دعا الشبان للحلم بالخلاص من هكذا مبلغ، هو حال علي ماجد سعيد، موظف في هيئة الصحة في دبي، شاب إماراتي في مقتبل العمر، يحلم بالزواج من فتاة طيبة، وابنة عائلة كريمة، لكنه عندما أعجب بواحدة وخطبها اصطدم بسيل من الطلبات تتجاوز مليون درهم، يستدرك: «أهون عليّ أن يتم وضعي بكبسولة فضائية، وأعيش على المريخ لأجد عروساً لي هناك بلا قيد أو شرط لنقطن في أي مكان بسيط بلا احتفال ولا ضوضاء، مطلب مهم يجعلني أتحمس للسفر».
الكل يأمل بكوكب لا توجد فيه القوانين المقيدة والشكليات. يتحقق فيه كل ما يصبون إليه دون عقبات، وقيود خانقة
حتى أن إسلام علي محمد، محاسب في شركة لصناعة الأدوية، يأمل في كوكب يريح فيه رأسه من أصوات أطفاله الأربعة، الذين لا يتجاوزون العاشرة، يتابع: «أريد مكاناً لي أنا، مملكة لا تتسع لأحد سواي .. قد يرى البعض أنني إنسان أناني، وتافه، لكن ضغوط العمل والحياة تجعلني أنشد الراحة بعيداً، ولو خيرت للعيش في الأرض، أو المريخ لاخترت الثاني طبعا؛ كي أعيش حراً بلا قيود، أو منغصات.. لا أفكر في ميزانية الشهر، والإيجار، وأقساط أبنائي المدرسية، ومشاكلهم اليومية..آه ليت الحلم يتحقق»!

في مصر: يبحثون عن تغيير في شخصياتهم
تبحث رباب نصير، شابة جميلة تعمل في شركة بترول، عن خصوصيتها، فهي عندما تتجول بالحدائق، أو تسبح غالباً ما تتعرض للمضايقات، تتابع: «عند انتقالي للمريخ سوف أخصص مكاناً شاسعاً حول شواطئ المياه لي شخصياً».
وعندما لم يستطع محمد صلاح، مدير للموارد البشرية بمدارس دولية، من أن يغير من طباع أهل حيّه وجد أن العيش في المريخ بمفرده بعيداً عن هذه السلبيات أفضل له.
فيما ترغب سحر القليوبي، مديرة مدرسة ثانوية، في العيش بالمريخ لتتخلص من زحام المدرسة، وكثرة عدد الطالبات، تتابع: «المراهقات منهن يجعلن المسؤول في موقعه يتمني ترك منصبه، فعندما رفضت طلب إحداهن بضرورة توفير مكان للنميمة أحضرت ولي أمرها الذي هدد برفع مطلبها للهيئات العليا، ألا يستدعيني هذا للهجرة إلى المريخ؟».

في لبنان: الراحة من الحماية
«أنا أهاجر إذن أنا لبناني»، فثمة 11 مليون لبناني في جميع أصقاع العالم، من أصل 15 مليوناً، وهو عدد اللبنانيين الإجمالي، فيما 68% من اللبنانيين المقيمين ينتظرون تأشيرة الهجرة بنفاد صبر، مع ذلك تحاول، ستيفاني كرباج، موظفة في وزارة السياحة، أن تجد مبرراً لسفرها، فهي تتمنى السفر إلى المريخ والاستقرار هناك؛ حتى تهرب من إلحاح والدتها عليها بضرورة الزواج والاستقرار والإنجاب، تتابع: «كما أنها تنزعج كثيراً عندما أخرج مع صديقاتي، ولذلك الحل الوحيد برأيي للهروب منها، ومن ثرثرتها هو العيش في المريخ».
شركة «مارس وان» الهولندية، تستقبل طلبات الهجرة إلى المريخ، حيث ستقوم بإرسال الدفعة الأولى في العام 2023. وتستمر بذلك بمعدل دفعة واحدة كل عامين.
لكن وليد مراد، موظف، وأب لثلاثة أولاد، لم يعد قادراً على الانتظار حتى ذلك العام، ويأسف على عمره الذي يضيع مع والدة زوجته التي تسكن معهما منذ فترة، فلا أحد لها في لبنان سوى ابنتها، ويتابع: «أنا مخطئ دائماً برأيها في تعاملي مع ابنتها، وفي تربيتي لأبنائي، حتى إذا دخلت حتى أرتاح وأنام لا أسلم من تعليقاتها، ألذّ ما في السفر إلى المريخ عدم اصطحاب الكبار في العمر، ومن هنا أضمن أنها لن ترافقني».
ومن وجهة نظر زوجته ميليسا مراد، ربة منزل، أن زوجها لا يتفق مع والدتها أبداً، وتضيف: «إذا سافرت إلى المريخ سأرتاح بصراحة من زوجي ومن والدتي، ولكن هل بالإمكان أن أصطحب أولادي معي؟».

الرأي النفسي
يعيد استشاري الطب النفسي مدير مستشفى الصحة النفسية في مكة، دكتور رجب بريسالي، رغبة البعض بالسفر إلى المريخ إلى التضخم السكاني، وغلاء المعيشة، لكنه ينبه من يرغبون بالسفر ألا يتصوروا أن الحياة وردية هناك لأنهم سيتعرضون لاضطرابات نفسية في مقدمتها صدمة الثقافات الناتجة عن عدم مقدرة الشخص على التأقلم الاجتماعي، فيشكون أن غيرهم يضمر لهم الشر، وتنشأ الجريمة. 

تعليقات

التنقل السريع