الأمثال الشعبية تمثّل جزءا كبيرا من ثقافة وفلسفة أي شعب، خصوصا الشعب المصري، الذي يعدّ من أكثر الشعوب العربية استخداما للأمثال، ولكل مَثَل مناسبة يُقال فيها، فيختصر فلسفة أو حكمة حياتية، بعض الأمثال له أصل، والبعض الآخر استُخلص من حديث شريف أو قدسي وتحوّر بمرور الزمن.
ولأن كثيرا مِنّا لا يعلم أصل الحكاية؛ فكّرنا في الرجوع بالزمن لنبحث عن أصل الحكاية.
"دلق القهوة خير"
كلنا سمعنا هذه الجملة الشهيرة ولو لمرة واحدة، عادة يقولها أصحاب البيوت للضيف المرتبك الذي سكب القهوة على الأثاث للتخفيف من حدة ما فعل، لكن هل فكرت يوما في أصل الجملة؟ وما الخير الذي يأتي من وراء دلق القهوة؟
الحقيقة، لا خير ولا حظ سعيد في سكب القهوة لكن أصل العبارة يختلف تماما عن منطوقها الآن، أصل الحكاية أنه كان هناك رجل يُدعي خير وكان هذا الرجل يعمل خادما في منزل وكان مسئولا عن تقديم المشاريب للضيوف وخصوصا القهوة، المشروب المفضل للعرب.
ذات مرة سكب خير القهوة حين كان يقدمها للضيوف، فقال أهل البيت "دَلَق القهوة خير"، ولما تقدم الرجل في العمر وصار يكرر فعلته بحكم السن كانوا يكررونها إلى أن تحورت وأصبحت "دلقْ القهوة خير" للتخفيف من وطأة الموقف، ثم توارثها الناس وأصبحت تقال إلى يومنا هذا دون علم حقيقي بماهية الخير الذي يأتي من وراء دلق القهوة.
تعليقات
إرسال تعليق