الأمثال الشعبية تمثّل جزءا كبيرا من ثقافة وفلسفة أي شعب، خصوصا الشعب المصري الذي يعدّ من أكثر الشعوب العربية استخداما للأمثال، ولكل مَثَل مناسبة يُقال فيها فيختصر فلسفة أو حكمة حياتية، بعض الأمثال من ورائها حكاية، والبعض الآخر استخلص من حديث شريف أو قدسي وتحوّر بمرور الزمن.
ولأن الكثير مِنّا لا يعلم أصل الحكاية، فكّرنا في الرجوع بالزمن لنبحث عن أصل الحكاية.
"زي مسمار جحا"يُعتبر "مسمار جحا" مضربا للمثل فهو لا يقل شهرة عن جحا نفسه، حيث إن شخصية جحا تُعتبر من أكثر الشخصيات التاريخية المهمة التي يتندر الجميع بحكاياتها على مر الزمن، أما مسماره، حيث يُضرب به المثل في الأخذ بالحُجج الواهية لتحقيق هدف معين حتى وإن كان بالباطل.
وتحكي قصة هذا المثل أن جحا كان قد ورث دارا عن أبيه، ونظرا لظروف الحياة القاسية قرر أن يبيعها دون أن يفرط فيها تماما، فاشترط على المشتري أن يترك له مسمارا في حائط المنزل، وأقنعه بأن والده هو من دق هذا المسمار بيده الكريمة داخل غرفة نومه، وهو لا يريد أن يفرط فيه تخليدا لذكرى أبيه.
فوافق المشتري دون أن يلحظ الغرض الخبيث لجحا من وراء هذا الشرط، وبعد أيام فوجئ المشتري بجحا يدخل عليه البيت، ولما سأله عن سبب الزيارة، أجاب جحا: "جئت لأطمئن على مسماري"، فرحب به الرجل، وأجلسه، وأطعمه..
لكن الزيارة طالت والرجل صار مُحرجا من طول مدة وجود جحا، ولم يتمكن من طرده، لكنه فوجئ بما هو أشد فقد خلع جحا جبته، وفرشها على الأرض وتهيأ للنوم، فلم يستطع المشتري أن يصبر أكثر من ذلك، فسأله: "ماذا تنوي أن تفعل يا جحا؟"، فأجابه جحا بمنتهى الهدوء: "سأنام في ظل مسماري".
وبعدها تكرر هذا الموقف كثيرا، وظل جحا يتردد على الدار، ويختار الذهاب للرجل في أوقات الطعام بالأخص لكي يشارك الرجل في طعامه، فلم يطق المشتري الاستمرار على هذا الوضع، وترك لجحا الدار بما فيها وذهب بلا عودة.
وأنت عزيزي القارئ.. هل تعرضت لمثل موقف المشتري من قبل؟
وهل استخدمت هذا المثل في كلامك اليومي؟
تعليقات
إرسال تعليق