القائمة الرئيسية

الصفحات

كان طبيباً لصلاح الدين الأيوبي ! .. معلومات لا تعرفها عن الحاخام اليهودى الرئيس موسى





الحاخام موسى بن الحاخام ميمون

ولد الحاخام موسى بن الحاخام ميمون بن عبد الله القرطبي في٢٠ آذار مارس ٥٢٩ﻫ ١١٣٥م ميلادية وتوفي عام ٥٩٩ﻫ ١٢٠٤م في القاهرة ثم نُقلت رفاته إلى مدينة طبرية. يطلق عليه في العبرية الحاخام "موشه بن ميمون" أو "رمبام" واشتهر عند العرب المسلمين بالرئيس موسى.
وُلد في قرطبة ببلاد الأندلس في القرن السادس الهجري، ومن هناك انتقلت عائلته سنة ١١٥٩م إلى مدينة فاس المغربية بسبب الاضطرابات السياسية. في هذا الوقت احتل الموحّدون الذين جاؤوا من شمال أفريقيا مدينة قرطبة في ١١٤٨م، وتهدد المجتمع اليهودي مع خيار التحول إلى الإسلام، أو الموت، أو المنفى، وقد اختارت عائلة الحاخام مع عائلات يهودية أخرى الهجرة. لكنهم لم يتركوا البلاد تماماً إلا بعد مضي عشر سنوات. في هذه الفترة، انتقلوا إلى جنوب الأندلس حيث عاشوا هناك قبل أن يتركوا البلاد.
تتلمذ موسى بن ميمون على يد والده الحاخام ميمون الذي كان تلميذاً عند الحاخام يوسف بن ميغاش الذي تعلّم عند الحاخام إسحاق الفاسي. ثم انتقلت العائلة إلى مدينة القيروان في تونس ودرس الحاخام موسى التوراة في مدرسة دينية مشهورة هناك. بالإضافة لذلك من المعلوم أن الحاخام تلقى العلم على يد ثلاثة من العلماء المسلمين بشكل غير مباشر وهم: أبو نصر محمد الفارابي (٢٦٠- ٣٣٩ﻫ  ٨٧٤- ٩٥٠م)؛ ابن سينا (٣٧٠- ٤٢٨ﻫ ٩٨٠- ١٠٣٧م) : أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا المسمى؛ ابن رشد (٥٢٠- ٥٩٥ﻫ  ١١٢٦- ١١٩٨م ): أبو وليد محمد بن أحمد بن محمد بن رشد الأندلسي.
ألف الحاخام موسى بن ميمون «كتاب السراج» باللغة العربية في السنوات ١١٦٦ – ١١٦٨م، وهو تفسير للمشنا. ثم انتقل مع عائلته إلى الأراضي المقدسة، ومن هناك انتقل إلى الفسطاط في مصر حوالي ١١٦٨م حيث عاش هناك حتى وفاته.
أثناء وجوده في القاهرة درس في مدرسة دينية ملحقة بالمعبد اليهودي الصغير الذي يحمل اسمه الآن. عمل في مصر نقيباً للطائفة اليهودية، وطبيباً للسلطان صلاح الدين الأيوبي ولابنه الملك علي. كان بارعاً في صناعة الطب والعلوم الأخرى. واشتهر بأنه أهم شخصية يهودية خلال العصور الوسطى الذي ألف كتاب الشريعة اليهودية المسمى «كتاب التثنية». كان هدفه في هذا الكتاب أن يجمع وينظم كل القوانين الموجودة والمذكورة في كتابي التلمود وكتب الحاخامات الأساسية بصورة منهجية باللغة العبرية البسيطة.  وبفضل الله تعالى نجح بذلك وما زال هذا الكتاب مرجعاً كبيراً يرجع إليه اليهود حتى يومنا هذا.
كنيس موسى بن ميمون
كتب الحاخام موسى كل كتبه الأخرى باللغة العربية. من أهم كتبه «كتاب دلالة الحائرين» الذي قال في مقدمته: «هذه المقالة غرضها الأول تبيين رجل ديّن قد أتضع في نفسه وحول في اعتقاده شريعتنا. وهو كامل في دينه وخلقه، ونظر في علوم الفلاسفة وعلم معانيها وجذبه العقل الإنساني وقاده ليحلّه في محلّه، وعاقته ظواهر الشريعة وما لم يزل تفهمه أو يفهم إياه من معاني تلك الأسماء المشتركة أو المستعارة أو المشككة. فبقى في حيرة.» وله أيضاً كتاب في تدبير الصحة وكتاب الفصول في علم الطب استخرجه من مصنفات غالينوس اليوناني، وله كتب عديدة أخرى.
في عام ٢٠١٠ احتفلت الطائفة اليهودية المصرية بافتتاح كنيس موسى بن ميمون بالقاهرة بعد ترميمه على يد الحكومة المصرية.

من كتابة الحاخام: قطعة من تفسير كتاب السراج (أبوت ١: ١٧)
إن الكلام ينقسم بحسب موجب شريعتنا خمسة أقسام: (١) مفروض (٢) حرّم ونهى عـنه (٣) مكروه (٤) مستحب (٥) مباح.
(١) القسم الأول وهو المفروض: هو قراءة التوراة وتعليمها والتفقه فيها. فهذا وصية مفروضة بقوله تعالى ﴿وَٱحْكِهَا لِبَنِيكَ وَٱدْرُسْهَا﴾ (كتاب التثنية ٦: ٧ ترجمة التاج) وهي مثل جميع الوصيات وجاء في التأكيد في التعلم ما يقصر عن بعضه هذا [التفسير].
(٢) القسم الثاني هو الكلام الذي حرّم ونهى عنه مثل اليمين الغادر والكذب والنميمة والاغتياب والشتيمة، ونصوص التوراة تدل على هذا القسم، ومنه الكلام البذيء واغتياب الآخرين ونعوت الأشخاص بصفات لا يتحلون فيها، أو ذكر صفاتهم الشخصية بدون أي سبب.
(٣) القسم الثالث هو الكلام المكروه، وهو الكلام الذي لا فائدة فيه للإنسان في نفسه ولا طاعة ولا معصية، مثل معظم أحاديث العوام بما جرى وما كان، وكيف سيرة الملك الفلاني في قصره، وكيف كان سبب موت فلان أو غِنى فلان، وهذه تتسمي عند الحاخامات مناقشة عقيمة، والفضلاء يجهدون أنفسهم في ترك هذا الكلام في مدح وقيل عن الحاخام أبا أريكا تلميذ الحاخام حياة أنه لا تكلمَ مثل هذا الكلام أبداً. ومن هذا القسم أيضاً أن يذم الإنسان فضيلة أو يمدح رذيلة خلقية كانت أو نطقية.
(٤) القسم الرابع هو المستحب، وهو الكلام في مدح الفضائل النطقية والخلقية وفي ذم الرذائل من الصنفين جميعاً، وتحريك النفس لهذه بالخطاب والأشعار، وردعها عن تلك بتلك الطرق بعينها، وكذلك مدح الفضلاء والثناء عليهم بفضائلهم كي تحسن سيرتهم عند الناس فيسلكون طريقهم. وذم الأشرار برذائلهم كي تقبح أفعالهم وذكرهم عند الناس فيعتزلونهم ولا يسيرون بسيرتهم، وقد يسمى هذا القسم أعني تعليم الخلق الفضل وتجنيب الخلق الخسيس.
(٥) القسم الخامس هو المباح، هو الكلام فيما يخص الإنسان من تجارته ومعيشته وأكله وشربه ولباسه وسائر ما يحتاج إليه، وهذا مباح لا استحباب فيه ولا كراهية، بل إن شاء تكلم منه في ما شاء، وإن شاء أمسك. وفي هذا القسم يحمد للإنسان قلة الكلام، وعن التكثير فيه ينهي في الآداب، أمّا الحرام والمكروه فلا يحتاج فيه إلى كلام ولا إلى وصية أنه ينبغي أن يسكت عنه مرة واحدة.
وأما المفروض والمستحب، فإن كان قدر الإنسان يتكلم عمره كله في ذلك فهي الغاية. لكن ينبغي له مع ذلك شيئان: أحدهما أن يكون له عمل يطابق القول [أن يكون عمله كقوله] كما يقولون «الكلام الجميل هو الذي يخرج من فاعله»، وعن هذا المعنى قال هُنا «ليست الأقوال هي الأساس بل الأفعال» والحاخامات يقولون للفاضل الذي يعلم ﴿سَبِّحُوا الرَّبَّ أَيُّهَا الأَبْرَارُ، فَإِنَّ الْحَمْدَ يَلِيقُ بِالْمُسْتَقِيمِينَ﴾ (المزامير ٣٣: ١ ترجمة كتاب الحياة). 

تعليقات

التنقل السريع