القائمة الرئيسية

الصفحات



إن نعمه - عز وجل – لا تعد ولا تحصى، فالله – سبحانه وتعالى – يقول في كتابه العزيز: {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}... (النحل :18).
 دعنا عزيزي القارئ ننشط ذاكرتنا سوياً، ونطرح عليك سؤالاً علمياً، الا وهو: كم عدد مفاصل جسم الإنسان؟.. لا أرهقك في التفكير طويلاً، فجسم الإنسان يحتوي على 360 مفصلاً تقريباً، وهناك اختلافات بين العلماء في هذا العدد، نظراً لاختلافهم في تعريف المفصل نفسه أو أن هناك دراسات جديدة اكتشفت أن هناك أعداد جديدة للمفاصل، وما إلى ذلك.
ففي حقيقة الأمر أنني لا أسعى الآن للتحدث بشكل علمي عن أعداد المفاصل في أجسادنا، ولكن ؟!
كل فرد منا يمارس حياته اليومية بسهولة مستخدماً مفاصل جسمه في الحركة دون التوقف للحظة للتفكر في عظمة وقدرة الخالق – جل وعلا-، وكيف أن هذه المفاصل المختبئة تحت عدة طبقات من جلد الإنسان تعمل بكل صمت وسهولة لتؤدي مهمها على أكمل وجه، وتساعدك في أداء ما تحتاجه منها.
فما آن الأوان أن نقف قليلاً أمام هذه النعم العظيمة، وهنا يتجلى رسولنا الكريم – صل الله عليه وسلم-  ويخبرنا في حديثه الشريف:  عن أبي ذر – رضي الله عنه – عن النبي – صل الله عليه وسلم- قال : "يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميده صدقة، وكل تهليله صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى" – رواه مسلم.
وإليك عزيزي القارئ معنى الحديث نقلاً عن كتاب (شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين)  للإمام النووي، وشرحه وآملاه الشيخ محمد بن صالح العثيمين – الجزء الثالث -:
السلامي هي الأعضاء أو العظام والمفاصل، فكل مفصل يطالبك كل يوم بصدقة؛ لأن الذي أحياه عز وجل وأمده وعافاه له عليك منة وفضل، كل يوم كل عضو يطالبك بصدقة ، لكنها ليست بصدقة مال، بل هي كل ما يقرب إلى الله من قول أو عمل أو بذل مال أو غير ذلك فكل تسبيحة صدقة... إلى آخر الحديث.
وننتقل إلى الجزء الأخير من الحديث الشريف (ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى) يعني فبدلاً من أن تتصدق بعدد مفاصل جسمك كلها يكفيك أن تصلي ركعتين من الضحى.
وكان حبيبنا – صل الله عليه وسلم -  يصلي ركعتان أو أكثر، فعن عائشة – رضي الله عنها – قالت : كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يصلي الضحى أربعاَ، ويزيد ما شاء الله. - رواه مسلم.
ولكن هل هناك وقت محدد لأدائها؟! .. نعم فهي تصلى بعد ارتفاع الشمس قدر رمح أي يكون بمقدار ربع ساعة أو نحوها بعد طلوع الشمس، فمن ثم يبدأ وقتها إلى أن يبقى على الزوال عشر دقائق أو قريب منها. وزوال الشمس يعني بداية وقت الظهر، ويفضل أن تصلى عند اشتداد الحر وارتفاع الضحى.
هيا لننهض سوياً من كسلنا ونجدد نيتنا إحياءاً لسنة المصطفى صل الله عليه وسلم، جمعنا وإياكم على حوضه الشريف.
وللحديث بقية

تعليقات

التنقل السريع