الأمر أقرب مما تتصوّرون! كما نعلم الإنترنت صار مثل الماء
والهواء للشعوب، بما فيهم تونس، تلك الدولة المُهدَّدَة بانقطاعٍ تام عن
الإنترنت، لكن هذه المرة ليس بسبب الحد من الحريات، أو مشاكل في الكابل،
وإنما بسبب إفلاس الوكالة التونسية للأنترنات.. من الإنترنت!
ولا مزيد من العَجَب؛ لأن الكل كان يتوقِّع حدوث هذه الكارثة،
فإن الوكالة المهتمَّة بإدارة كل التدفقات الدُوليَّة للإنترنت ( IP، DNS)
و إدارة أسماء النطاقات التي تنتهي بـ .TN مُجبرة الآن على دفع ما يقارب
من 30 مليون دينار تونسي أو سيتم قطع الإنترنت على كامل أنحاء البلاد، رغم
أنها عمِلت بجد من أجل تحسين سرعة الإنترنت بفضل التخزين المُؤقت في
الخوادم وتقليص النفقات من أجل بناء إقتصاد رقمي قوي، وكان سبب هذا الإجبار
قصة قصيرة.
في عهد الرئيس المخلوع بن علي، كانت الوكالة التونسية
للأنترنات مُموَّلة من قِبل الدولة التي كانت تدفع كل تكاليف الشراء
والمُعدات التقنية مقابل إرساء نظام للترشيح و لمراقبة المواطنين والتجسُّس
عليهم.
وفور خروج بن علي بدأت الوكالة في عمل خطَّة لإصلاح وتحسين
بِنيتها التحتية ورفضت فرض الرِّقابة على أي محتوى يُعتبر مخالفاً للقانون
أو الأخلاق على الإنترنت ورغم الشكوى التي قدَّمتها السلطات إلا أنها ربحت
القضيَّة.
ونتيجة تخلُّف شركاء الوكالة من موزعي الإنترنت عن دفع معاليم
الربط بالشبكة الذي يوزعونه بدورهم على مُشتركيهم، وقعت الشركة في الإفلاس
ولم تعد قادرة على دفع النفقات ولم تجد أي دعم مادي من الدولة وإذا لم تقم
بتسديد هذا الدين سيتم قطع الإتصال بالإنترنت.
قد يكون هناك أحد الحلول الخفيّة هُنا أو هناك، لكن إلى الآن ومع الوضع الحالي، فانقطاع الإنترنت على وشك أن يُخيم على تونس الخضراء.
تعليقات
إرسال تعليق