لقد انتشرت ظاهرة التفكك الأسري بالمجتمعات العربية والإسلامية واستفحلت إلى درجة خطيرة مما ترتب عليها نتائج وانعكاسات سلبية وخيمة على الأسر (الازواج والأولاد) والمجتمع من جميع النواحي الاجتماعية والأمنية والنفسية.. وهذا ما يتطلب من جميع مكونات المجتمع التدخل وتضافر الجهود والتعاون من أجل إنقاذ الأسر من كل أشكال التصدع والتفكك والضياع وحفظ المجتمع من عدم الاستقرار والأمن والعنف والعدوان..
وإن سبل وأساليب وقاية أسرنا وعلاجها من مثل هذه الامراض والاشكاليات المستعصية كثيرة ومتعددة يمكن أن نورد بعض أهمها في السطور التالية:
- ضرورة تمسك الأسر بالقيم والتعاليم الإسلامية المستمدة من الكتاب والسنة مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا ، كتاب الله وسنتي).
لقد بين الإسلام وأكد حق كل فرد من أفراد الأسرة خاصة الوالدين حيث جعل برهما مقترناً بالأمر بتوحيده و عبادته ، قال تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}... (الإسراء : 23) وقال أيضا: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}... (لقمان : 14)، و أوجب التلطف بهما والصبر على أذاهما و أن كانا مشركين ، فقال سبحانه {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}... (لقمان : 15).
كما عظم الإسلام حق الأبناء وأوصى بضرورة رعايتهم وحفظهم خاصة البنات، فالبنت في الإسلام لم تعد عارا يجب التخلص منه بل أصبحت وسيلة إلى الجنة وسترا من النار.
ففي الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن واطعمهن وسقاهن وكساهن من جدته كن له حجابا من النار يوم القيامة).
- وجوب قيام العلاقة الزوجية على التفاهم والحوار والاحترام المتبادل والتعاون من أجل بناء أسرة متينة وقوية:
وقد ركز ديننا الإسلامي الحنيف على أهمية التفاهم واحترام الآراء بين الزوجين لبناء أسرة قوية وسعيدة تقوم بدورها الايجابي البناء في المجتمع.
وقد جعل الله من صفات العلاقة بين الزوجين المودة والرحمة وذلك بقوله عز وجل في القرآن الكريم: {وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً}... (الروم : 21) لذا فإن مبدأ الحوار الإيجابي البناء هو مبدأ عظيم وضرورة مهمة لبناء أسرة صالحة وقوية.
- وجوب طاعة الزوجة لزوجها من أجل الحفاظ على تماسك الأسرة والفوز برضوان الله:
كما جاء في الحديث النبوي الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المرأة إذا صلت خمسها وصامت شهرها وأحصنت فرجها وأطاعت بعلها (أي زوجها) فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت".
- ضرورة قيام الأم بواجب تربية الأبناء وتنشئتهم تنشئة دينية صحيحة:
وتوجيههم ونصحهم تفاديا لكل أشكال التفكك والتصدع والنزاع بين الأبناء والفشل الدراسي والانحراف الأخلاقي والعقدي والسلوكي..
- وسائل الإعلام:
وجوب قيام وسائل الإعلام المختلفة المسموعة والمرئية والمقروءة ثم المساجد ودور القرآن والمدارس بالإضافة إلى الجمعيات والنوادي الثقافية والتربوية والدعوية بالتوعية بأهمية الأسرة في المجتمع ودورها العظيم وتماسكها والحفاظ عليها من التفكك والضياع ثم القيام بتقوية الوازع الديني والإيماني والتربية والتثقيف.
هذا بالإضافة إلى التحذير من مخاطر الغزو الثقافي والإعلامي للحضارة الغربية التي تتميز أسرها بالتفكك والتشتت وغياب الروابط الدينية والأخلاقية والتربوية فيما بين أفرادها.
تعليقات
إرسال تعليق