القائمة الرئيسية

الصفحات

تنافس الإخوة: لماذا يحدث وماذا تفعلين بشأنه؟

ما هي اسباب تنافس الإخوة؟


قد يكون من الصعب على الطفل الدارج، والذي يظن أنه مركز الكون، أن يرحب بحضور طفل جديد في منزله. بينما يكبر الإخوة والأخوات، يميلون إلى إظهار غيرتهم عبر الجدال، ومناداة بعضهم بأسماء مزعجة، والسخرية، والدفع، وحتى القتال. في الواقع، يقومون بأي شيء ضد الأخ أو الأخت اللذين يكسران لعبهم ويخربان ألعابهم ويسرقان اهتمام وانتباه الأهل. 

لكن في هذه المرحلة، لن يستطيع طفلك البالغ من العمر سنتين حقاً استيعاب السبب وراء مشاعره أو ما يمكنه القيام به حيال هذا المولود الجديد المزعج. وهو مستعد لأي شيء بهدف استعادة انتباهك مثل إساءة التصرف أو التراجع والنكوص (القفز على الكنبة وأنت تحاولين إرضاعه، أو الجلوس في كرسي الطفل، أو رفض استخدام القصرية أو النونية (وعاء خاص للاطفال للتبول والتبرز) بعدما كان يستعملها لمدة أشهر. وقد يحاول حتى أن يعاقب أخاه أو أخته الجديدة ببعض القرص القوي والنخز. 

سيكون من الصعب التعامل مع تنافس الإخوة، لكن ضعي في بالك أن طفلك الأكبر قد يشعر أنه خسر مكانه كأول شخص يجذب اهتمامك وحبك (من وجهة نظره). ولو رغبت في تخفيف وجع الرأس على جميع أفراد العائلة، اتخذي خطوات لتهيئة طفلك الدارج بالنشبة لمجيء المولود الجديد. 

ما الذي يجب القيام به قبل مجيء الطفل الجديد؟


• أخبري طفلك البالغ من العمر سنتين مباشرة وبشكل صادق عن مجيء الطفل الجديد. من المناسب إخبار طفلك بذلك قبل أربعة إلى خمسة أسابيع حتى يتمكن من رؤية ما أعلمته به: سيكون بطنك قد كبر بما يكفي وسيتمكن من الإحساس بحركات وركلات أخيه أو أخته. لا تزفي له الخبر في وقت مبكر جداً بحيث ينساه تماماً أو يسألك كل يوم إذا كان سيأتي الآن طيلة الفترة المتبقية من الحمل! 

كما تمكنك قراءة الكثير من الكتب مع طفلك عن مجيء مولود جديد، مما سيساعده على التأقلم مع فكرة وجود فرد جديد في العائلة. 

• اشرحي له ما الذي يحدث عند وصول الطفل الجديد إلى المنزل. تكلمي ببساطة: "عندما يأتي الطفل الصغير، سيأخذك بابا إلى الحضانة قليلاً بدل البقاء معي". طمئنيه باستمرار إنك تحبينه كثيراً ولا شيء سيغير مشاعرك تجاهه. 

• دعي طفلك الدارج يشارك في التحضيرات للطفل الصغير. أدعيه لكي يساعدك في اتخاذ القرارات البسيطة بشأن غرفة المولود الجديد، مثل مكان وضع الكرسي الهزاز، وما إذا كان يظن أن أخاه سيفضل الأرانب أو البط على الستائر (البرادي). أعطيه خيارين لكي ينتقي بينهما مثل: "هل تعتقد أنه سيحب مظلّة المصباح الخضراء أو الزرقاء؟"، وتأكدي من ارتياحه وانبساطه في أيّ من الخيارين! 

• إذا كان عليك تغيير الروتين والنظام (كأن تنقلي طفلك إلى غرفة أخرى، أو نقله من المهد إلى السرير الكبير)، قومي بالتغييرات قبل بضعة أسابيع من ولادة الطفل حتى لا يربط طفلك الكبير ما بين الحدثين ويشعر بأنه مستبعد. كما قد تجدين أن تخفيف المشاكل حول استخدام الحمام أو أكل الطعام يجعل الأمور أسهل، بما أن طفلك الدارج يميل إلى التراجع والنكوص في بعض الأمور عندما يأتي الأخ الجديد. 

• اشرحي ما الذي سيحدث عندما تدخلين في المخاض. قبل بضعة أسابيع على موعد ولادتك المتوقع، اشرحي لطفلك الدارج ببساطة قدر الإمكان أنك ستذهبين إلى المستشفى. رغم احتمال غيابك عن المنزل لمدة يوم أو يومين على الأرجح، قد ينزعج ويحبط من هذا الغياب. إذا كانت ستبقى معه قريبة أو صديقة أو مربية، سيساعد ترتيب تجربة من هذا القبيل قبل أسبوع أو أسبوعين من الحدث الكبير. 

• رتبّي لزيارة طفلك إلى المستشفى حتى يشعر بأنه جزء أساسي من العائلة الكبيرة منذ البداية. التقطي صوراً له مع المولود الجديد، وأوصلي الرسالة الضمنية التي تخبره أن هذا هو وقته الخاص ايضاً بما أنه أصبخ الأخ الأكبر. تمنح بعض العائلات طفلها الأكبر هدية على أنها من المولود الجديد. 

ما يجب فعله عند وصول الطفل الجديد


• أشركي طفلك الدارج في مراعاة المولود الجديد. هناك الكثير من المهمات التي يمكنه القيام بها، وقد تفاجئين بالحماسة التي سيظهرها. سوف يساعدك في حمل المناشف (الفوط) أو تنظيف ساقي الطفل الصغير أو جلب الحفاضات أو تغيير الأكياس. عندما يبكي المولود الجديد، يمكنه أن يغني له أو يتحدث إليه بلطف أو إيجاد اللهاية. إذا ألح طفلك الدارج في طلب حمل المولود الجديد، أجلسيه على كرسي مع وسائد على الجانبين ثم ضعي الطفل الصغير في حجره وابقي قريبة منه حتى تطمئني على أن كل شيء على ما يرام. 

• اطلبي النصيحة والمشورة من طفلك الدارج. "هل تظن أن الطفل سيحبّ اعتمار قبعته الحمراء أم البيضاء؟"، أو "هل ستعينني على إخبار الطفل قصة ما؟". وقد يفرح مولودك الجديد كثيراً من وجود أخيه أو أخته بالقرب منه يغني أو يرقص أو يلعب بوجهه. كما سيحب طفلك الدارج البسمة التي سترتسم على وجه الصغير. علّقي على مدى إعجاب الطفل الصغير بأخيه الأكبر: "انظر فقط كيف يبتسم أخوك الصغير لأخيه الأكبر"! 
لكن إذا لم يرغب طفلك الدارج في تقديم يد المساعدة، لا ترغميه على ذلك. في بعض الحالات، يحب الاطفال تجاهل إخوتهم الصغار. سوف يأتي بالقرب منه، لكن ستزيدين حالة الغضب والانزعاج لو أصرّيت على إشراكه وهو غير مستعد لذلك بعد. 

• امنحي طفلك الدارج الكثير من الوقت. من الطبيعي أن يشعر طفلك الأكبر بالغيرة. فقد جاء أحدهم فجأة ليشاركه أمّه (أنت) ويتطلب المزيد من الوقت والاهتمام. بدل توبيخه وتعنيفه، تفاعلي مع مشاعره وتعرفي عليها: "أنت تتمنى لو أنني لا امضي كل هذا الوقت مع الطفل الجديد"، هكذا سيدرك أنك استوعبت وجهة نظره. خصصي بعض الوقت له كل يوم بحيث تقومين بأشياء خاصة به، ولو لمدة دقائق معدودة من الرسم أو بناء المكعبات أو حتى حمل الطفل الباكي لفترة قصيرة. 

لو نام الطفل الصغير مبكراً عن أخيه الأكبر، استغلي الوقت للقراءة واللعب معاً. أري طفلك البالغ من العمر سنتين صوره عندما كان صغيراً وأخبريه كم احتاج إلى الوقت والعناية هو أيضاً. ربما سيساهم ذلك في جعله يفهم حاجة المولود الجديد لوقتك ورعايتك. أشيري إلى ميزات أن يكون الأخ الأكبر، وحجم ذكائه ومهارته لأنه قادر على القيام بكثير من الأمور بمفرده بالإضافة إلى الأغراض التي يسمح له باللعب بها. 

• استعدي للعنف. يشعر جميع الاطفال بالغيرة بين الفينة والأخرى، ويجد الاطفال الدارجون صعوبة في كبح مشاعرهم. لا تستغربي إذا وجدت أن طفلك ذا العامين من العمر يضرب أخاه الجديد أو أخته الجديد ويرميه بشيء ما، وقد يحاول حتى أن يجعل الأمر يبدو كأنه حادث. لا تخافي: لن تكون المسألة لطيفة جداً، لكنها طبيعية. تأكدي من منع طفلك الدارج من إيذاء المولود الجديد، وحين يكون معك لوحده، شجعيه على التحدث عن مشاعره. أخبريه أن ما يحس به طبيعي وليس معناه أنه شخص سيء. لكن أوضحي تماماً رفض فكرة إيذاء المولود الجديد بسبب هذه المشاعر. 

لو كان عنيفاً، تدخلي على الفور. لا تحقّريه أو تعاقبيه جسدياً، لأن ردة الفعل هذه لن تساعد وستدفعه إلى الانتقام من المولود الجديد لاحقاً. عوضاً عن ذلك، قولي له بوضوح أن هذا السلوك غير مقبول وأنه لن يكون مسموحاً أبداً أذية الطفل. ربما يساعدكم جميعاً أن تعزليه لوحده حتى يهدأ. 

احرصي على عدم ترك طفلك الدارج بمفرده مع المولود الجديد، لكن لا تقولي له أن السبب عدم ثقتك به. حتى لو كان طفلك الأكبر حنوناً عموماً، اتخذي جميع الاحتياطات الواجبة: أبقي الأدوات الحادة بعيدة عن متناول يديه ولا تعطيه أبداً مسؤولية التحكم في عربة الطفل حتى لا تجديهها فجأة عند أسفل الطريق! 

• قاومي الرغبة في المقارنة بين اطفالك. سيؤذي القول الشهير "لماذا لا تكون مثل أختك؟". يمكنك التركيز على نقاط القوة لدى كل طفل كبديل عن المقارنة كأن تقولي: "علي، أنت جيد جداً في لعبة الكرة (الطابة)! وأختك الصغرى جيدة في الحبو أو الزحف، ألا تظن ذلك؟". تذكري أن تمتدحي الطفلين معاً: "عمل طيب وحسن لانكما لعبتما مع بعضكما جيداً جداً اليوم". 

• لا تشجعي النميمة. عندما يسرع طفلك الدارج لكي يخبرك بأن أخته الصغرى تسحب الكتب عن الطاولة الصغيرة، قولي له أنك لست مهتمة بسماع ما يقوله عمّا تفعله أخته. أما غذا كان سيخبرك بما يفعله هو، فكوني آذاناً صاغية. أوضحي جيداً أنك لن تقفي في صفّ أيّ منهما وهو يحاول أن يوقع الطفل الثاني في مشاكل. لكن تأكدي أنهما يستوعبان حالة واحدة تخرج على القاعدة: إذا كان أحدهم في خطر أو سيضع الطفل الآخر في خطر، فسترغبين في سماع الموضوع على الفور. 

• علّمي طفلك الدارج أن يحلّ مشاكله بنفسه. كلما كبروا في العمر، يجب على اطفالك أن يتعلموا حلّ مشاكلهم وخلافاتهم بأنفسهم قدر المستطاع. بما أنه لا يمكنك توقع مثل هذا السلوك من طفل يبلغ العامين فقط، يمكنك تشجيعه وترسيخ هذا المبدأ. إذا كان طفلك الدارج يتدخل في وقت لعب أخيه الأصغر أو بالعكس، اقترحي عليه اللعب في غرفة أخرى حيث لا وجود لطفل يزعجه. الفكرة التي تقف وراء مثل هذا الاقتراح أنه قادر على القيام بأمور لا يستطيع الصغير فعلها. سيرغب "ابنك الأكبر" بالطبع لو كان يقدر على لفت انتباهه مثلما يفعل أخوه الصغير، لكنه سيقدّر لاحقاً ميزات كونه الأكبر. 

تعليقات

التنقل السريع